عشقني عفريت من الجن
في غابة كثيفة تتوسطها الأشجار العالية والزهور البرية الملونة، كان هناك كوخ خشبي صغير تعيش فيه فتاة جميلة تدعى ليلى مع جدتها العجوز. كانت ليلى تمتاز بجمالها الفاتن وعينيها اللامعتين كنجمتين في سماء الليل، وكانت تحب العيش في الغابة، حيث كانت تساعد جدتها في الفلاحة ورعاية الحيوانات.
ذات يوم، بينما كانت ليلى تجول في الغابة تجمع الأعشاب البرية، ظهر أمامها شاب وسيم لم ترَ له مثيلًا من قبل. كان يمتلك عينين سوداوين كليل الغابة، وشعرًا أسود يتماوج مع الرياح. تعجبت ليلى من ظهوره المفاجئ، لكنه كان مهذبًا ولطيفًا، فتحدثا وتعارفا. مع مرور الوقت، نشأت بينهما علاقة حب بريئة، حيث كانت ليلى تراه كل يوم تقريبًا في نفس المكان.
لكن ما لم تكن تعلمه ليلى أن هذا الشاب الوسيم لم يكن إنسانًا، بل كان عفريتًا من الجن تجسد في هيئة شاب جميل. كان قد رأى ليلى وهي تمشي في الغابة ووقع في حبها من النظرة الأولى، فقرر أن يتجسد في شكل بشري ليقترب منها.
استمرت العلاقة بينهما لأشهر طويلة، كان العفريت فيها يغدق على ليلى بالهدايا النادرة من الزهور التي لم ترها من قبل، والأحجار الكريمة التي تلمع كضوء القمر. كما أنه كان يساعد جدتها في الأعمال اليومية بطريقة سحرية، حيث كانت تجد الحقل مزروعًا والنار مشتعلة في الموقد، والطعام جاهزًا كل صباح دون أن تعرف من يقوم بكل هذه المهام.
بدأت ليلى تلاحظ هذه الظواهر الغريبة، فتساءلت عن الشخص الذي يقوم بكل هذه الأمور، ومع الأيام، بدأت تشعر بالقلق من أن يكون هناك سر مخفي وراء هذه المساعدة الغامضة.
في أحد الأيام، وبينما كانت تتحدث مع الشاب الوسيم، لاحظت ليلى شيئًا غريبًا في عينيه؛ لمحت لوهلة انعكاسًا غير طبيعي، كالذي تراه في عيون الحيوانات البرية. تملكها الخوف وأصرت على معرفة الحقيقة.
أمام إلحاحها، قرر العفريت أن يكشف لها عن هويته الحقيقية. ظهر أمامها في هيئته الأصلية، جنيًا قويًا وجميلًا، وأخبرها أنه وقع في حبها منذ أن رآها أول مرة، وأنه لم يكن يريد إلا إسعادها وحمايتها. صُدمت ليلى وعجزت عن الكلام، فمن جهة، كانت تحب هذا الشاب الذي كان لطيفًا ومهذبًا معها ومع جدتها، ومن جهة أخرى، كانت تخاف من حقيقته كجني.
حاولت ليلى الابتعاد عنه، لكنه ظل يلاحقها بحب ووفاء، يقدم لها الهدايا ويساعدها في كل ما تحتاج. كانت ليلى تشعر بالتناقض بين حبها له وخوفها منه، لكنه لم يكن يؤذيها أبدًا، بل كان يبذل كل ما في وسعه لإرضائها.
مع مرور الوقت، بدأت ليلى تقبل بحقيقته شيئًا فشيئًا، وقررت أن تمنحه فرصة ليثبت حبه لها. وأصبح العفريت جزءًا من حياتهما اليومية، يساعد الجدة في أعمال المنزل والفلاحة، ويحمي ليلى من كل خطر يقترب منها.
ورغم اختلافهما، إلا أن حب ليلى والعفريت استمر، وتعلمت أن الحب قد يأتي في أشكال غير متوقعة، وأن القوة الحقيقية للحب تكمن في الوفاء والاحترام.