قال لها سوف أتزوج عليك! فأجابته بإبتسامة خفيفة أثارت شكوكه
في يومٍ ما، بينما كان الزوج يجلس بجانب زوجته في غرفة المعيشة، قرر أن يختبر مشاعرها مرة أخرى. فقال لها بصوت هادئ لكنه يحمل في طياته الكثير من الجدية: “يوماً ما، سأتزوج امرأة أخرى.” وكعادتها، ابتسمت الزوجة برقة، نظرت إليه بعيون مليئة بالحنان، ثم قامت لتذهب إلى المطبخ لتحضير العشاء.
كلما كرر الزوج تهديده بالزواج من امرأة أخرى، كانت ردة فعلها نفسها: ابتسامة دافئة أو ضحكة خفيفة قبل أن تستأنف أعمالها المنزلية بكل هدوء. لكن هذه اللامبالاة الظاهرية بدأت تشعل في قلبه نار الغضب والتساؤلات. لماذا لا تغار؟ هل يعقل أنها لم تعد تحبه؟ أم أنها تخفي شيئًا وراء تلك الابتسامات؟
ذات يوم، قرر الزوج أنه لابد من كشف هذا السر الذي يحير قلبه. استيقظ في الصباح الباكر ليجدها قد سبقته إلى المطبخ كعادتها، تحضر وجبة الإفطار بكل حب. جلس يراقبها من بعيد، وفي قلبه خطة جديدة لاستفزازها. اقترب منها وقال بنبرةٍ أكثر جدية: “لقد قررت بالفعل، سأتزوج من امرأة أخرى.”
لكن مرة أخرى، لم يتلقَ سوى تلك الابتسامة الجميلة التي تعود عليها. قالت له بنعومة: “إفطارك جاهز، لا تتأخر على عملك.” ثم عادت إلى غرفتها.
لكن هذه المرة، لم يستطع تجاهل فضوله. تبعها بخطواتٍ خفيفة نحو غرفة النوم، وهناك، من خلف الباب الموارب، سمع ما لم يكن يتوقعه أبدًا. صوت بكاء خافت، وهمسات محطمة: “لماذا؟ لماذا يريد الزواج من امرأة أخرى؟ هل يعلم كم أحبه؟ هل يعلم أنني أعيش لأجله؟ أعمل طوال اليوم من أجله، من أجل بيتنا، من أجل حبنا؟ ترى، هل كنت زوجة سيئة؟”
انهار الزوج أمام هذا المشهد الصامت. دخل الغرفة بسرعة واحتضن زوجته بين ذراعيه، شعر بالندم العميق يملأ قلبه. قال لها بحنان: “حبيبتي، لا تبكي. كنت أريد فقط أن أثير غيرتك، لأرى كم تحبينني. لم أكن أدرك كم يؤلمك هذا الكلام. سامحيني.”
وبابتسامةٍ مملوءة بالحب، مسحت دموعها، ثم أضاف: “أعدك، لن أقول شيئًا كهذا مجددًا. والليلة، سأعوضك عن كل لحظة ألم تسببت فيها. سنتناول العشاء في أجمل مطعم، وسأشتري لك هدية تليق بحبك. والأسبوع القادم، سنسافر معًا لقضاء أسبوع عسل جديد، لأنكِ يا عسل، تستحقين كل السعادة.”
وهكذا، تعلم الزوج أن الحب لا يُقاس بالغيرة، بل بالتقدير والتفهم. وعاشا معًا قصة حب جديدة، مليئة بالاحترام والعطاء، وكأنهما عاشقان في بداية طريقهما.
إقرأ أيضا قصة رائعة ستأخد إلى عالم أخر