جذري القرود (Monkeypox) هو مرض فيروسي نادر ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وقد تم اكتشافه لأول مرة في القردة في عام 1958، بينما تم تسجيل أول إصابة بشرية في عام 1970. يشبه مرض جذري القرود من حيث الأعراض مرض الجدري، ولكنه أقل حدة وأقل انتشارًا. مع تفشي المرض في مناطق جديدة حول العالم، ظهرت العديد من النظريات والفرضيات التي تشير إلى أن هذا المرض قد يكون مُصنَّعًا لتحقيق أهداف معينة، مما أثار جدلاً واسعًا حول طبيعة المرض والغاية من انتشاره.
صناعة داء جذري القرود
تُعتبر فرضية أن جذري القرود قد يكون مُصنَّعًا واحدة من عدة نظريات مؤامرة ظهرت مؤخرًا. أنصار هذه الفرضية يعتقدون أن المرض قد تم تطويره في مختبرات لأغراض محددة، مثل:
- التحكم في السكان: يزعم البعض أن صناعة هذا المرض تهدف إلى تقليل عدد السكان أو التأثير على التوزيع الديموغرافي عبر التسبب في أوبئة محلية أو عالمية.
- السيطرة الاقتصادية: تروج هذه النظرية لفكرة أن شركات الأدوية الكبرى قد تكون متورطة في صناعة المرض بهدف تحقيق أرباح ضخمة من خلال بيع اللقاحات والأدوية. يعتبرون أن تطوير المرض والدواء بشكل متزامن هو جزء من خطة لزيادة الإيرادات.
- أغراض سياسية أو عسكرية: هناك من يعتقد أن المرض قد يكون جزءًا من خطة أكبر تستخدم كوسيلة لفرض السيطرة السياسية أو العسكرية على مناطق معينة، أو قد يكون جزءًا من حرب بيولوجية.
الغاية المفترضة من صناعة الداء والدواء
تستند الفرضيات حول صناعة داء جذري القرود والدواء المضاد له إلى نظرية المؤامرة التي تتناول الأهداف التالية:
- الربح المالي: من خلال السيطرة على الأمراض وتطوير العلاجات، يمكن للشركات الكبرى تحقيق أرباح طائلة. تطرح هذه الفرضية أن التوقيت المتزامن بين ظهور المرض وتطوير اللقاح يشير إلى إمكانية أن تكون صناعة الداء والدواء جزءًا من خطة مُحكمة للاستفادة المالية.
- التأثير على الحكومات والسياسات: يعتقد بعض أنصار نظرية المؤامرة أن الحكومات قد تستخدم الأمراض المُصنَّعة لفرض سياسات جديدة، مثل فرض اللقاحات أو إجراءات الطوارئ التي تتيح للحكومات السيطرة على حركة الأفراد وحرياتهم.
مدى خطورة المرض على البشرية
من الناحية العلمية والطبية، جذري القرود ليس بالمرض الذي يهدد البشرية بأكملها بالموت أو بالحجر الصحي العام. فهو أقل خطورة بكثير من مرض الجدري الذي تم القضاء عليه في القرن العشرين بفضل حملات التطعيم. نسبة الوفيات بين المصابين بجذري القرود تتراوح بين 1% و10% في الحالات الشديدة، وتعتبر أقل بكثير في حالات التفشي الحديثة خارج إفريقيا.
الحجر الصحي ومخاوف انتشاره
رغم أن مرض جذري القرود قد يسبب بعض القلق بسبب انتقاله من شخص لآخر، إلا أن التدابير الصحية المعتمدة مثل الحجر الصحي والتطعيم قد ساهمت في السيطرة على انتشار المرض في الأماكن التي ظهر فيها. الحجر الصحي يمكن أن يكون ضروريًا فقط في الحالات التي يظهر فيها تفشٍ كبير للمرض، ولكن لا يُعتقد أن المرض قادر على فرض حجر صحي شامل على مستوى العالم كما حدث مع جائحة كوفيد-19.
الخلاصة
تظل فرضية صناعة داء جذري القرود واحدة من عدة نظريات مؤامرة تُطرح دون وجود أدلة علمية قاطعة تدعمها. المرض، على الرغم من أنه يسبب قلقًا في بعض المناطق، ليس من الأمراض التي تشكل تهديدًا عالميًا على البشرية. انتشار المرض والسيطرة عليه يعتمد على الاستجابة الطبية السريعة وتطبيق الإجراءات الوقائية المعروفة، وليس هناك دليل يدعم فكرة أن المرض مُصنَّع لتحقيق غايات سياسية أو اقتصادية.