في عالم مستقبلي تتزايد فيه الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ظهرت “المدن المعلقة” كملاذ حصري للأثرياء، حيث تعيش النخبة حياة من الرفاهية المطلقة في مدن طائرة متطورة، مجهزة بأحدث التقنيات والموارد الطبيعية الوفيرة. بينما على سطح الأرض، يواجه بقية البشر صراعًا مريرًا من أجل البقاء، وسط ندرة الطعام والماء.
تخضع الموارد الطبيعية على الأرض لسيطرة كاملة من النخبة التي تسكن المدن المعلقة، ويتم حراستها بواسطة جيوش من الروبوتات المسلحة، المصممة للقضاء على أي محاولة للتمرد أو سرقة الماء والطعام. يُستخدم الروبوتات بذكاء صناعي متقدم لتنفيذ أوامر دقيقة، دون أي مجال للتعاطف أو الرحمة.
إضافة إلى ذلك، فرضت النخبة “قانون الأرض”، وهو نظام صارم يعتمد العقوبات الفورية والقاسية. الطائرات المسيّرة (الدرونز) الصغيرة، المزودة بأسلحة فتاكة، تجوب السماء لمراقبة السكان الفقراء. أي مخالفة، مهما كانت بسيطة، مثل التظاهر أو محاولة التسلل إلى مصادر المياه، يُعاقب عليها مباشرة بالإعدام.
في ظل هذا النظام القاسي، يعيش سكان الأرض في حالة من الخوف الدائم، حيث أصبح الموت هو العقوبة الوحيدة لأي خرق للقوانين، بينما يستمتع سكان المدن المعلقة بحياة مليئة بالترف، بعيدًا عن صرخات الفقراء الذين يتقاتلون من أجل البقاء.
يبدو أن المستقبل لا يحمل سوى مزيد من الانقسام بين طبقات المجتمع، حيث تسعى النخبة إلى ضمان استمرار سيطرتها بكل الوسائل، بينما يزداد بؤس الأغلبية التي تُترك لمصيرها على سطح الأرض.