القصة الحقيقية لزيارة محمد راضي الليلي إلى تندوف
هل هي زيارة لبضعة أيام قليلة؟ أم أنه هروب و إستقرار؟
القصة الحقيقية لزيارة محمد راضي الليلي إلى تندوف و ما يسمى مخيمات تندوف.
ولد محمد راضي الليلي خارج مؤسسة الزواج من أم عازبة من قبيلة أزرقيين في فاتح غشت 1975، بدوار لَبْيَارْ الذي يوجد على بعد 44 كيلومتر من جنوب مدينة گلميم.
ثم إلتحق إلى مدينة الرباط، و إشتغل منصب صحفي و إذاعي لسنوات بالتلفزة المغربية.
و بعد طرده من منصبه، خرج محمد راضي الليلي يستنجد لإعادته إلى منصبه كصحفي و مذيع نشرات إخبارية.
خرجاته المستمرة للإستنجاد و طلب المساعدة بائت بالفشل. هذا ما أشعل نار الحقد و الكراهية في قلبه ضد المسؤولين المغاربة.
سافر محمد راضي الليلي إلى فرنسا كسائح و كله حقد و كراهية.
و عند وجوده بفرنسا إنتهت مدة صلاحية تأشيرة السياحة. لكنه قرر حرق التأشيرة و الإستقرار بفرنسا، بدون أوراق وبدأ في محاولات قانونية من أجل تسوية وضعيته كمقيم بفرنسا.
الشئ الذي باء بالفشل.
ثم بدأ في البحث عن ثغرة قانونية تجعل منه مقيم بفرنسا قانونيا.
و هي اللجوء السياسي، قانون اللجوء السياسي بفرنسا هو قانون أروبي يحثم على الدول إستقبال المواطنين الأجانب الفارين من دولهم بسبب الحروب أو لأسباب سياسية أو إجتماعية، كالمثليين الذين يهربون من دولهم التي تعاقب على المثلية، أو الملحدين.
محمد راضي الليلي طلب اللجوء السياسي معتبرا نفسه هارب من بلد به حروب و إنفصالات مشيرا بذلك إلى مشكل الصحراء المغربية.
ثم إستقبلته فرنسا كلاجئ سياسي،
و بعد إستقراره بفرنسا، كان مرغما على إيجاد وظيفة لكي يعيش كباقي المهاجرين، بدأ بدفع سيرته الذاتية كصحفي إلى قنوات تلفزية فرنسية، كلهم رفضوا طلبه. ثم راسل بعدها قنوات عربية مقرها فرنسا، وكان دائما طلبه مرفوض. الشيء الذي جعله يبحث عن عمل بعيد عن الصحافة، إشتغل في عدة مجالات كالنظافة و المطاعم.
و بعدها قرر الإشتغال على الأنترنت للربح المادي وفتح قناة على اليوتيوب، فكان المحتوى الذي سيجلب له مشاهدات من المغرب و الجزائر هو موضوع الصحراء المغربية.
خصوصا أنه لديه أوراق إقامة كلاجئ سياسي، كان عليه أن يثبت للسلطات الفرنسية أنه فعلا ضد الصحراء المغربية.
فكانت خرجاته كلها ضد الصحراء المغربية و ضد النظام المغربي الملكي.
الشيء الذي لفت إنتباه النظام الجزائري الذي يحب و يعشق كل ما هو ضد النظام المغربي الملكي.
فكان له لقاء مع فرد من المخابرات الجزائرية، الذي قدم له عرض مغري سيجعل له أجرة شهرية ضخمة من النظام الجزائري، و أن يشتغل لحساب الجزائر وعمله هو التطبيل للجزائر و سب و شتم النظام المغربي.
و ظل على هذا الحال لسنوات، يشتغل مثله كمثل بنسديرة الذي يشتغل لحساب المخابرات الجزائرية. وكانت هناك صداقة تجمعهم وهي صداقة عمل.
إلى هنا كل شيء يسير كما أحب النظام الجزائري.
لكن المشكل الذي يعكر مزاج النظام الجزائري هو وجود بعض المعارضين الجزائريين، و منهم المسمى أمير ديزي،
حاول النظام الجزائري تصفيتهم و قتلهم، وتلفيق التهمة إلى المخابرات المغربية، خطة غبية كانت المخابرات المغربية على علم مسبق بها، خصوصا أن المخابرات المغربية من أقوى المخابرات بالعالم و تعلم كل صغيرة وكبيرة على تحركات النظام الجزائري و مخابراته،
معلومات دقيقة من المخابرات المغربية إلى المخابرات الفرنسية، و هي معلومات عن نية المخابرات الجزائرية في تصفية بعض المعارضين الجزائريين المقيمين بفرنسا و منهم أمير ديزي الذي فضح النظام الجزائري بمعطيات دقيقة و بالأدلة. الشيء الذي كان سينهي حياته لولا تدخل المخابرات المغربية. السلطات الفرنسية التي ألقت القبض على بنسديرة و الذي قضى تلات ليالي بالسجن، ثم أطلقو سراحه بشرط أن لا يخرج من فرنسا إلى حين إنتهاء التحقيق مع حجز جواز سفره.
كل هذا جعل المخابرات الجزائرية في خوف و هلع، و تغيير خطتهم الفاشلة من تصفية المعارضين إلى خطة محاولة تهريب بنسديرة إلى الجزائر خوفا على أسرارهم. محاولة تهريبه بائت بالفشل، الشيء الذي جعلهم يأمرون الطرف الآخر و هو محمد راضي الليلي بالهروب من فرنسا قبل إستنطاق بنسديرة.
و هذا هو سبب وجود محمد راضي الليلي بتندوف. إقامته بتندوف ليست لأيام قليلة و إنما هي إقامة جبرية من النظام الجزائري، محمد راضي الليلي من أضواء باريس إلى ظلام خيام تندوف التي تنعدم بها سبل الحياة، لا ماء و لا كهرباء ولا أنترنت و لا مراحيض، منطقة مليئة بالأفاعي السامة و العقارب و الرياح الحارة المصحوبة بالرمال.